کد مطلب:241005 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:155

لم یخنک الأمین و لکن ائتمنت الخائن
روی المجلسی من كلمات الرضا علیه السلام الحكمة: «لم یخنك الأمین و لكن ائتمنت الخائن» [1] .

الأمانة و الخیانة تناولها القرآن الكریم فی مواضع منه أمر بأداء الأولی، و حذر من مغبة الثانیة، قال تعالی: «إن الله یأمركم أن تؤدوا الأمنت إلی أهلها». [2] و «یأیها الذین ءامنوا لاتخونوا الله و الرسول و تخونوا أمنتكم و أنتم تعلمون». [3] .

خیانة الله و الرسول معصیتهما فإذا خان الإنسان إنسانا فقد أتی بخیانة الله و الرسول حیث خالف ما أمر بأداء الأمانة و ركب ما نهی عنه.

ثم الكلمة الرضویة من المثل السائر و یشهد له ما نقله الشیخ المفید طاب ثراه من مقتل مسلم بن عقیل و إدخاله علی ابن زیاد بعد الغدربه.

قال: «فقال له ابن زیاد لعمری لتقتلن قال: نعم قال: فدعنی أوصی إلی بعض قومی قال: افعل فنظر مسلم إلی جلساء عبیدالله و فیهم عمر بن سعد بن أبی وقاص، فقال: یا عمر إن بینی و بینك قرابة ولی إلیك حاجة و قد یجب لی علیك نحج حاجتی و هی سر، فامتنع عمر أن یسمع منه، فقال له عبیدالله لم تمتنع أن تنظر فی حاجة ابن عمك؟ فقام مع فجلس حیث ینظر إلیهما ابن زیاد،

فقال له: إن علی بالكوفة دینا استدنته منذ قدمت الكوفة سبعمائة درهم، فبع سیفی و درعی فاقضها عنی فإذا قتلت فاستوهب جثتی من ابن زیاد فوارها، و ابعث إلی الحسین - علیه السلام - من یرده؛ فإنی قد كتبت إلیه، أعلمه أن الناس معه ولا أراه الا مقبلا.

فقال عمر لابن زیاد: أتدری أیها الأمیر ما قال لی؟ إنه ذكر كذا، فقال له



[ صفحه 392]



ابن زیاد إنه لایخونك الأمین، و لكن قد یؤتمن الخائن...». [4] .

مع اختلاف یسیر فی اللفظ و لو لا أنها من المثل السائر لما قالها ابن زیاد و لا یشترط فیه أن یكون مسلما بل الملاك الجری علی اللسان من أی إنسان، شأن المثل أینما حل و نزل.

و الغرض من القول الرضوی أن الأمین لم یخن و لكن قد یكون التأمین عند الخائن الذی یری للناس الأمین و لیس به و قد جاء النبوی: «لایزنی الزانی حین یزنی و هو مؤمن؛ فإنه إذا فعل ذلك خلع عنه الإیمان كخلع القمیص». [5] و الصادقی «قیل له: أیزنی الزانی و هو مؤمن؟ فقال لا، إذا كان علی بطنها سلب الإیمان منه، فاذا قام رد علیه». [6] و كذلك المثل لایكون الأمین خائنا الا أن یكون خائنا فیؤتمن.



[ صفحه 393]




[1] البحار 335:78، تحف العقول 442.

[2] النساء: 58.

[3] الانفال: 27.

[4] الإرشاد 215، و كذا ذكره من كتب عن قصة مسلم بن عقيل عليه السلام فراجع.

[5] الوسائل 24:1.

[6] الوسائل 235:14.

و لايخفي أن آية «يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور» غافر: 19 أن العين الأمينة لاتخون إلا أن تكون خائنة، ففي صادقي: «ألم تر إلي الرجل ينظر إلي الشي ء و كأنه لاينظر إليه فذلك خائنة الأعين» معاني الأخبار 147 يري الناس أنه لاينظر و أنه أمين و هو ليس بأمين و في الآية دليل منطوفي: «و ما تخفي الصدور» أي من يعلم ما في الصدر المستور عن الكل لايعلم ما تفعله العيون التي تراها العيون! فهو دليل علي ذلك و لأن من يعلم الأخفي فبالأولي أنه يعلم غيره.